مازال يجوب الطرقات ، ويحث الخطى سعياً وراء (الرزق) الحلال. راوده مساكين ، محدودي الدخل ، يختلفون في كل شيء ، إلا في ضغينتهم وحنقهم وسخطهم على باص ( خط البلدة). رُبان هذا الباص لا يعرف إلا (حدحدة خلق الله ، والعجراء) في التفاهم مع الآخر ، ويا ويلك يا اللي تعادينا !
ذاك (بنّاء) للتو انتهى من (خلطة) العمارة ، ووجه (بخط البلدة ) ناصية مراده الأخير ، و أخاله قد وصل! وذاك خباز (بيّضه) دقيق (الخبز) ، وارتحل مع خط البلدة. وذاك فاقد للإقامة النظامية ، فالتقفه (خط البلدة ) وأوصله لمبتغاة ! لا يهم كيف يصل خط البلدة لمراده ، لكنه يصل !
يدعس هذا.. يشتم ذاك.. يلعن ثالث .. ويسب رابع.. ويجلد خامس .. ويزهق حق الآخرين في خطهم ، ليكون الخط له ! لوحده لا لغيره ! ذاك هو الرابط بين خط البلدة ، وبرنامج (خط الستة ) .
في خط البلدة ، يتذمرون من خراب المكيف المزمن ، وفي خط الستة يؤّزمهم الأزرق تاريخياً ، وبطولاتياً، وجماهيرياً ، وتسويقياً ! وعليهم أن يتقبلوا أطروحاتنا ، طالما فتحوا (الخط) على غيرمصراعية !
ركاب (خط البلدة) يتفقون بأن الظروف ضدهم ، والشارع ضدهم ، والجامعات ضدهم ، والعلم ضدهم ، والمجتمع ضدهم ! بل حتى الضد ، بات ضدهم ! وفي خط الستة ، ذات الضدية ، لطن بنكهة التآمرية ! فالزرقة هي الضد الوحيد ، أما بقية (الأضداد) ، فتحكمها درجة (الضدية) والتضاد ! يزعمون بأن الكل يقصيهم ! والكل يكرههم ! والكل ضدهم ! كذبات أصّلوا لها على مدار أعوام عديدة ، حتى توارثوا (التضاد) مع كل ما لاح زرقة! والضد يكشفه ضد الضد !
ركاب خط البلدة (بسطاء) الفكر ، ونظرياتهم لا تتعد (معاشات) آخر شهورهم ، إذ الطموح ضرب من اللوغريتمات الرياضية التي لا يجيدون فك طلاسمها ! وفي خط الستة ، ذات الأمر تماماَ ، مع اختلاف المآرب ! فطموحهم تأصيل (كذبات) التاريخ ، و (فريات) المفترين ، واتهام الآخرين بها ، علّ الأسبقية تكفل لهم مصداقيتهم وتدحض حجج الآخرين !
قائد (خط البلدة ) (يدوج) ليله ونهاره ، ويربط شمسه بقمره ، بحثاً عن الرزق ، والله قد كفل للجميع أرزاقهم ! يتوه ، و (يحوس) ، ويتلفت هنا وهناك ، وينافخ (بشنبه) ، ثم يعود مع ذات الطريق التي سلكها في أول مرة! لماذا ! لأنه (خط البلدة)!
وكذا الحال مع ربان (خط الستة) ! يتحدث حول (حمرة ) الشفق ، و (صفرة) الشمس وقوة حرقها ، و (خضرة) الأراضي الغناء ، لكنه لا يجد ذاته في نهاية المطاف إلا في الزرقة! فالزرقة سبيل الوصول السريع نحو المنى ! فهنئ لك (خط البلدة) ! .